تواصلت الاشتباكات في مدينة جنين في الضفة الغربية، ضمن عملية عسكرية واسعة شنّها الجيش الإسرائيلي ليل الأحد/الإثنين.
ويدورُ تبادلٌ لإطلاق النار بصورة مكثفة بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين داخل مخيم جنين.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر مطلع، أن الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى 24 ساعة أخرى على الأقل لاستكمال العملية.
وأعلنت الحركة عن استعدادها للتدخل إذا “تمادت إسرائيل وواصلت عدوانها” في جنين.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لبي بي سي: “لدينا أهداف محددة داخل مخيم جنين، وخاصة إلغاء الاعتقاد السائد بأنه مكان آمن للإرهابيين، ويمكن للأمر أن يستغرق ساعات أو يوما أو يومين”.
وبينما تحلق المسيرات الإسرائيلية بصورة مكثفة في سماء المخيم، يُسمع دوي التراشق الناري على نحو منتظم وكذلك الانفجارات في المخيم المكتظ بالسكان والذي أصبح الآن “منطقة عسكرية إسرائيلية مغلقة”.
وأفاد مسؤولون فلسطينيون عن مقتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص وإصابة نحو 80 آخرين، بينهم 17 بحالة خطرة. بينما تقول إسرائيل إن 7 مسلحين فلسطينيين قتلوا.
وقال الجيش الإسرائيلي إن اللحظات الأولى من عمليته ركزت على شقة سكنية تُستخدم لإيواء فلسطينيين هاجموا إسرائيليين، فضلا عن استخدامها مركزا لقيادة “كتيبة جنين”.
بدورها، أعلنت كتيبة جنين أنها أفشلت ثلاث محاولات للجيش الإسرائيلي بالوصول إلى مركز المخيم من جهة منطقة الدمج، فيما تستمر الاشتباكات المسلحة في محيط مسجد الأنصار في المخيم.
وتشير التقديرات إلى أن سائر ضحايا العملية سقطوا من الجانب الفلسطيني وأنهم شباب صغار السن- بعضهم من مقاتلي الفصائل.
ويقول المسعفون إنهم يكافحون بشدة من أجل الوصول لعشرات الفلسطينيين الذين أصيبوا في خضم الحملة العسكرية الإسرائيلية وما نتج عنها من اشتباكات عنيفة.
في المقابل زعم مقاتلون فلسطينيون وقوع قتلى في صفوف الجنود الإسرائيليين، دون التحقق من هذه المزاعم بعد.
وأعلن الجانب الإسرائيلي عن تنفيذ عملية مشتركة للجيش الإسرائيلي والشاباك، عثر خلالها على منشأة لتصنيع المتفجرات في مخيم جنين للاجئين، فيها مئات العبوات الناسفة الجاهزة للاستخدام وأجهزة لاسلكية ذات اتجاهين ومعدات عسكرية، ودليل إرشادي لكيفية صنع عبوات إضافية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه أغار أكثر من عشر مرات على أهدف في مخيم جنين، فيما ينظر إليه على أنه أكبر عملية أمنية إسرائيلية في الضفة الغربية منذ 20 عاماً.
وصدر عن وزير الخارجية الإسرائيلي أن بلاده لا تستهدف الشعب الفلسطيني، ولكن يتم استهداف “الجماعات المسلحة التي ترعاها إيران وتعمل في جنين”.
في المقابل، دعت حركة حماس إلى توسيع ساحات الاشتباك والمواجهة مع إسرائيل، رداً على ما قالت إنه مجزرة إسرائيلية في جنين، مؤكدة في ذات الوقت على ربط جبهات “المقاومة في المنطقة” استعداداً للرد.
وقال إسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس في مقابلة مع بي بي سي إن حركته تُحمّل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن تداعيات الأحداث في جنين.
كما أدان حزب الله اللبناني العملية الإسرائيلية العسكرية في مخيم جنين ووصفه “بترويع المواطنين الفلسطينيين وتدمير ممتلكاتهم وأعمال القتل والاعتقال التعسفية والإرهابية التي تمارسها قوات الاحتلال بحقهم في ظل صمت عالمي وعربي يشجع العدوعلى التمادي بأعماله الإرهابية الخطرة”.
وأكّد وقوفه ودعمه الكامل للفصائل الفلسطينية في كل الخيارات “التي يرونها مناسبة لردع إسرائيل وحماية الشعب الفلسطيني ومقدساته”.
ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية العملية الإسرائيلية بأنها “محاولة جديدة لتدمير المخيم وتهجير أهله”.
وأدانت دول منها: مصر والأردن العملية العسكرية الإسرائيلية وطالبتا المجتمع الدولي بالتدخل.
وصدر بيان عن البيت الأبيض يوم الإثنين قال فيه إنه يدعم أمن إسرائيل وحق الدفاع عن نفسها وإنه يراقب الوضع “عن كثب”.
وارتفع عدد القتلى الفلسطينيين منذ بداية العام الجاري الى 190 قتيلاً بينهم 36 في قطاع غزة، و154 في الضفة الغربية المحتلة، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.