رفضت إسرائيل الثلاثاء “إعلان بكين” المبرم من 14 فصيلا فلسطينيا بينها حركتا فتح وحماس بشأن الحكم المشترك للأراضي الفلسطينية في فترة ما بعد الحرب على غزة، وواصل الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة بلا هوادة. ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بالاتفاق معتبرا أنه يمثل “خطوة مهمة لتعزيز الوحدة الفلسطينية”، بحسب ما قال المتحدث باسمه.
عبرت إسرائيل عن رفضها لاتفاق الفصائل الفلسطينية عقب محادثات في الصين خلصت إلى توقيعه حتى من حماس وفتح. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن “هذا لن يحدث لأنه سيتم سحق حماس وسيراقب (زعيم فتح محمود) عباس غزة من بعيد” التي تنفذ فيها إسرائيل عملية هجومية مدمرة منذ هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وأضاف كاتس “بدلا من رفض الإرهاب، يحتضن محمود عباس القتلة والمغتصبين من حماس”. وعباس هو رئيس السلطة الفلسطينية ومقرها رام الله بالضفة الغربية.
وتعهدت إسرائيل، التي تحتل الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ عام 1967، بتدمير حماس وترفض وقف هجومها على غزة قبل تفكيك الحركة الإسلامية التي تولت السلطة عام 2007 بعد عامين من انسحاب إسرائيل من القطاع الذي احتلته لمدة 38 عاما.
في بكين، أعلنت حماس أن ما تم التوقيع عليه بين 14 فصيلا فلسطينيا هو اتفاق “للوحدة الوطنية” في ختام لقاء استضافته العاصمة الصينية. ويشير نص الاتفاق إلى “تشكيل حكومة وفاق وطني مؤقتة بتوافق الفصائل الفلسطينية”، و”تمارس الحكومة المشكلة سلطاتها وصلاحياتها على الأراضي الفلسطينية كافة”، قطاع غزة وكذلك الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وتشكل هذه الأراضي الدولة التي يطمح إليها الفلسطينيون والتي ترفض حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قيامها. وأصدر الكنيست الإسرائيلي قرارا يرفض إنشاء دولة فلسطينية.
غوتيريس يرحب بـ”إعلان بكين”
كما رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بإعلان بكين، معتبرا أنه يمثل “خطوة مهمة لتعزيز الوحدة الفلسطينية”، بحسب ما قال المتحدث باسمه. وصرح ستيفان دوجاريك للصحافيين “جميع الخطوات نحو الوحدة موضع ترحيب وتشجيع. إن الوحدة الفلسطينية… أمر بالغ الأهمية لتحقيق السلام والأمن وتعزيز تطلعات الشعب الفلسطيني إلى تقرير المصير، وإلى إقامة دولة فلسطينية كاملة العضوية”.
وأعربت واشنطن حليفة إسرائيل في الأشهر الأخيرة عن قلقها من عواقب الحرب، مشددة على حماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. وتحاول واشنطن مع قطر ومصر إعادة إطلاق مفاوضات وقف إطلاق النار. ومن المتوقع أن يصل وفد إسرائيلي إلى الدوحة الخميس، وفق مصدر مطلع.
تواصل القصف والغارات الدامية
في هذه الأثناء يواصل الجيش الاسرائيلي القصف والغارات الدامية التي يقول إنها تستهدف مقاتلي الفصائل الفلسطينية ولا سيما حركة حماس التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل “منظمة إرهابية”، وخصوصا في مناطق سبق وأعلن أنه أخلاها من المقاتلين.
ومن جديد، كانت مدينة خان يونس وهي الأكبر في جنوب القطاع، وكذلك مدينتا غزة وجباليا في الشمال في مرمى النيران والغارات الإسرائيلية، حسبما أفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية. وأعلن الدفاع المدني في القطاع مقتل ثمانية أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال، في مدينة غزة.
تسببت الحرب في نزوح الغالبية العظمى من سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة ومعظمهم نزحوا مرات عدة داخل القطاع الذي تحاصره إسرائيل. وأعرب مسؤول رفيع المستوى في منظمة الصحة العالمية الثلاثاء عن “قلقه البالغ” من إمكان تفشي الأوبئة في غزة بعد اكتشاف فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي.
وقدر رئيس فريق منظمة الصحة العالمية المعني بحالات الطوارئ الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة أياديل ساباربيكوف الحاجة لإجلاء نحو 14 ألف شخص من قطاع غزة لتلقي الرعاية الطبية.
ووصلت حصيلة القتلى الفلسطينيين الإجمالية إلى 39090 شخصا على الأقل، كما تصاعدت أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون ومداهمات الجيش في الضفة الغربية المحتلة، حيث قتل سبعة فلسطينيين برصاص الجيش الاسرائيلي فجر الثلاثاء في مخيم طولكرم، على ما أفاد مسؤولون فلسطينيون.