قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن إسرائيل تمارس إرهاب دولة، فيما أكد إيمانه بأن فلسطين ستنتصر في نهاية المطاف.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها للصحفيين على متن الطائرة خلال عودته من اليونان التي زارها الخميس.
وردا على سؤال بشأن كيفية تعاطي المجتمع الدولي مع موقف تركيا من حركة “حماس”، قال أردوغان إنه لا يكترث لما يقوله المجتمع الدولي بهذا الصدد.
وأضاف: “هؤلاء يسمون حماس تنظيما إرهابيا، حماس إحدى حقائق فلسطين وليست تنظيما إرهابيا”.
ونوه بأن “حماس” حركة سياسية فازت في الانتخابات التي دخلتها كحزب سياسي، وهناك من يحاول إرغام تركيا على توصيفها تنظيما إرهابيا، وأكد عدم انصياع أنقرة لذلك.
وتابع مخاطبا إسرائيل والدول الداعمة لها: “تحاولون تأديب غزة بالتجويع، تريدون تدمير غزة بالكامل وتأديبها بهذه الطريقة”.
وأردف: “تمنعون عنهم الدواء وتحرمونهم من الماء والكهرباء، وتريدون القضاء على حماس من خلال عملية تأديب بهذا الشكل. لا يمكننا تأييد ذلك”.
وأضاف أردوغان: “إسرائيل تمارس إرهاب دولة، أين الغرب وأمريكا! كيف يمكننا أن نقبل ذلك وهناك هذا الكم من الحقائق وما يقرب من 17 ألف قتيل! وجلهم من النساء والأطفال والمسنين”.
وذكر أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ناقش هذه القضايا مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، “لكن الغرب لا يزال صامتا”.
ولفت أردوغان إلى إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى من خلال المجازر إلى إطالة عمره السياسي، وذلك ردا على سؤال حول تعالي أصوات الشعب الإسرائيلي المطالبة برحيل نتنياهو، والاعتقاد القائل بأن مجرى الحرب سيتغير ويتم الانخراط في مسار سلام حال رحيله.
وذكر أن الحديث عن إمكانية أن يسود السلام حال رحيل نتنياهو أمر مهم واستدرك قائلا: “لكن هناك حقيقة الآن وهي أن نتنياهو يرتكب هذه الإبادة الجماعية من أجل إطالة عمره السياسي والهروب من المحاكمة أيضا”.
ولفت إلى أن نتنياهو كان يخضع لمحاكمة في إسرائيل قبل أن تشن هجومها الأخير على غزة، وأشار إلى أن نتنياهو يسعى للإفلات من المحاكمة قدر المستطاع من خلال إطالة أمد الحرب على غزة.
وجدد الرئيس أردوغان وصفه لنتنياهو بالقاتل و”جزار غزة”، مشيرا أن الأخير تليق به كل تلك الأوصاف.
وأضاف أنه مثلما تمت محاكمة الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش عن مجازره بالبلقان في المحكمة الجنائية الدولية، “يجب أيضًا محاكمة نتنياهو جزار غزة وجميع السياسيين الإسرائيليين وغير الإسرائيليين الذين يتحركون معه”.
وأكد مواصلة تركيا مساعيها من أجل أن يتم وضع حد لهذه الإبادة الجماعية ومحاسبة المجرمين المسؤولين عنها.
وأعرب الرئيس أردوغان عن اعتقاده بأن العديد من الدول ستواصل التموضع لمواجهة الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية في غزة.
وأشار إلى أن الأصوات (الجماهير) التي ترتفع من الساحات في بعض الدول بدأت تدفع حكومات تلك الدول لتغيير مواقفها.
وشدد على أن “بعض الدول ستضطر بطريقة أو بأخرى إلى الوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ، ولو متأخراً” وذلك بسبب إيمانها بضرورة حماية القانون الدولي ومواقفها تجاه حقوق الإنسان، وآرائها بشأن الحد من التهديدات النووية.
وأردف: “لهذا لدينا إيمان كامل بأن فلسطين ستنتصر، وانتصارها يعني انتصار السلام العالمي واستعادة الالتزام بحقوق الإنسان”.
وأضاف: “إذا كنا لا نريد نظاما عالميا مختلا وظيفيا، ولا نريد قانونا دوليا يُنتهك، فيتعين علينا أن ندعم فلسطين حتى تنتصر. وإلا فإن قانون الأقوياء والظالمين سوف يسود، وهو ما يعني كارثة على العالم كله”.
من ناحية أخرى تطرق الرئيس أردوغان إلى توجه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى العاصممة الأمريكية واشنطن.
وأعرب عن تمنياته بـأن تتمخض مباحثات الوفد الوزاري السباعي (الذي شكلته قمة الرياض العربية الإسلامية) والذي يضم فيدان، عن نتيجة إيجابية، على صعيد تغيير الموقف الأمريكي المنحاز لإسرائيل بخصوص ما يجري في غزة، وممارسة ضغط على إسرائيل كي تجنح للسلام.
وردا على سؤال فيما إذا كان من الوارد عقد لقاء بينه وبين الرئيس الأمريكي جو بايدن، قال أردوغان: “إجراء محادثات مع الرئيس الأمريكي بايدن ليس على جدول أعمالنا، جميعنا ندرك موقفه من غزة، لكنه إذا اتصل بنا سنتحدث معه”.
مصدر : AA