حملت صرامة اللهجة الإيرانية الموجهة للعراق بشأن المعارضين المسلحين من الأكراد الإيرانيين الناشطين على الأراضي العراقية، نذر تدخل عسكري أوسع نطاقا قد تكون إيران بصدد التمهيد له اقتداء بما تقوم به تركيا ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني في مناطق شمال العراق.
وفي ظرف لم يتعدّ الأسبوع الواحد أعادت الخارجية الإيرانية تذكير الجانب العراقي بالمهلة الممنوحة له لنزع سلاح الأحزاب الكردية المعارضة التي تصنفها طهران منظمات إرهابية مثل حزب الحياة الحرة “بيجاك” والحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وحزب “كوملة” والمتمركزة في شمال العراق بمحاذاة المحافظات الإيرانية الغربية.
وأكدت إيران مجدّدا على لسان الناطق باسم خارجيتها ناصر كنعاني على وجوب التزام الحكومة العراقية بتعهداتها الأمنية في الوقت المحدد بالتاسع عشر من شهر سبتمبر الجاري، وهي مدة زمنية وجيزة جدا قياسا بالمهمة شديدة التعقيد التي يطلب من الجانب العراقي تنفيذها في حال اعتصم المسلحون الأكراد بمناطقهم الوعرة ورفضوا تسليم أسلحتهم طواعية، وهو السيناريو الأقرب للتحقّق.
ودأبت القوات الإيرانية على توجيه ضربات بالمدفعية والطيران لمواقع تمركز هؤلاء المسلّحين في المناطق الجبلية بشمال العراق، إلاّ أن استعدادات هؤلاء المسلّحين وإتقانهم أساليب التحصّن في المناطق الوعرة جعل من تلك الضربات قليلة الجدوى قياسا على الأقل بالنتائج التي يحققها الجيش التركي في ملاحقته واسعة النطاق لمسلحي حزب العمال في مناطق كردستان العراق وحتى خارجها في بعض الأحيان.
مصدر : العرب