بدأ رئيس بلدية بولو المعارضة في تركيا تانجو أوزجان، اليوم الاثنين، مسيرة سيرٍ على الأقدام من مدينته إلى العاصمة أنقرة، مستهدفاً مقر حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه، بهدف تحقيق التغيير والعدالة، وإعادة الحزب لخطه الأتاتوركي.
مسيرة أوزجان، وهو رئيس بلدية معروف بمواقفه العنصرية تجاه اللاجئين، وخاصة السوريين، جاءت بعد الانتخابات وانتقاداته لزعيم الحزب كمال كلجدار أوغلو، وما تبع ذلك من سوقه إلى لجنة التأديب للمرة الثانية لطرده من حزب الشعب الجمهوري بشكل نهائي.
وكان أوزجان قد أبعد عن الحزب لمدة عام، وعاد إليه في 13 يونيو/ حزيران الماضي لأسباب أخلاقية ترتبط بتصرفاته وتصريحاته الغريبة، ولكن مطالب التغيير التي نادى بها قادته إلى لجنة التأديب مجدداً لمخالفة النظام الداخلي، والطلب بطرده بشكل نهائي من الحزب.
وبناء على مساعي طرد أوزجان، بدأ اليوم من أمام مقر بلدية بولو الواقعة بين أنقرة وإسطنبول، مسيرة على الأقدام وصولاً إلى مقر الحزب في أنقرة، بعنوان “مسيرة العدالة والتغيير”.
ووصل أوزجان إلى مقر البلدية بسيارة كلاسيكية قديمة تحاكي سيارة مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، حيث استقبله أنصاره وعزفت الأناشيد، ومن ثم جرى الوقوف دقيقة صمت وعزف النشيد الوطني.
وقال أوزجان في كلمة قبيل الانطلاق “أعتذر منك يا أتاتورك لأن حزبك الذي أسسته (حزب الشعب الجمهوري)، يُدار من قبل أناس فاشلين غافلين متعاونين مع أطراف أخرى محاولين إبعاد الأتاتوركيين من أمثالي عن الحزب، ويريدون خلع قميص أتاتورك”.
وأضاف “لهذا السبب سأبدأ بالمشي لمقر الحزب، وسيكون لصالح من سلبت حقوقهم في الحزب، ولإنزال رئيس الحزب كمال كلجدار أوغلو الذي رغم فشله يرفض ترك الكرسي، هذه المسيرة لإعادة الحزب إلى خطه الأتاتوركي”.
وشدد “هذه المسيرة ليست من أجلي، بل من أجل الجمهورية والأجيال المقبلة، أستمد قوتي من الشعب، ومن قائده الأبدي مصطفى كمال أتاتورك”.
وانطلق بعد الكلمة أوزجان باتجاه أنقرة برفقة عدد كبير من المواطنين، ووضع على رأسه قبعة مكتوباً عليها العدالة، وبيده لافتة مكتوب عليها التغيير، على أن يسير أوزجان لمنطقة قرية تكة اليوم، ويتابع رحلته لاحقاً والتي تمتد إلى 10 أيام.
وعقب الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي جرت في مايو/أيار الماضي، والتي خسر فيها تحالف المعارضة ومرشحها كمال كلجدار أوغلو، تصاعدت الدعوات للتغيير داخل حزب الشعب الجمهوري، وينتظر أن يعقد الحزب مؤتمره العام الخريف المقبل.
ومن أبرز المطالبين بالتغيير رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، إضافة إلى أوزجان، في حين أجرى كلجدار أوغلو تغييرات في اللجنة التنفيذية المركزية للحزب، وعين أسماء مقربة منه، وأعلن أنه سيقود “مركب الحزب حتى الانتخابات المحلية المقبلة”.
وتعد الانتخابات البلدية التي تجري في مارس/ آذار من عام 2024 من أبرز الأسباب التي تجعل المطالبين بالتغيير يرفعون صوتهم لكي لا تُخسر كبرى المدن، وعلى رأسها إسطنبول والعاصمة أنقرة، ويُتوقع أن تشهد انتخابات شديدة على هاتين المدينتين.
وتخشى المعارضة أن تؤدي نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية إلى التأثير في نتائج الانتخابات المحلية، وهو ما يدفع كثيراً من الأحزاب لترتيب صفوفها، ومنهم الحزب الجيد، الذي أتم مؤتمره العام، وحزب الشعوب الديمقراطي الكردي الذي سيعقد مؤتمره قريباً.
أردوغان يدعو للتركيز على الفوز بإسطنبول
وفي سياق الانتخابات المحلية المقبلة، قالت قناة A خبر التركية، إن الرئيس رجب طيب أردوغان وجه تعليماته لقيادات حزبه العدالة والتنمية للتركيز على الفوز مجدداً بانتخابات البلدية، واستعادة مدينة إسطنبول من المعارضة.
وقالت القناة إن حزب العدالة والتنمية بتعليمات من الرئيس أردوغان بدأ الاستنفار والعمل في 81 ولاية تركية، وعلى رأسها إسطنبول، للفوز بالانتخابات المحلية، وفق روح عام 1994 التي فاز بها أردوغان في إسطنبول.
وأضافت القناة أن أردوغان أعد خطة خاصة بشأن إسطنبول، من خلال عمل استبيان واستطلاع رأي لمعرفة كيفية تطمين المواطنين.
وبناء على تعليمات أردوغان سئل المواطنون في الاستبيان عن أسباب عدم التصويت لحزب العدالة والتنمية، وسيجري تقديم التقرير للرئيس أردوغان، وبناء عليه ستوضع خريطة طريق جديدة.
وتضم التعليمات، وفق القناة أيضاً، أنه لن يتبقى في إسطنبول باب لا يجري طرقه أو شخص لا يمكن الوصول له، والهدف هو 39 منطقة في الولاية، دون التراخي بالفوز بالانتخابات البرلمانية والرئاسية، حيث ذكر أردوغان بأن الحزب تراجع في إسطنبول من 24 بلدية فاز بها إلى 19 بلدية، من أصل 39.
والبلديات التي شهدت تراجعاً بالأصوات في انتخابات مايو/ أيار الماضية هي بي أوغلو وتشاطلجا، وأيوب سلطان، وتوزلا، وأوسكودار، وعلى الحزب -وفق أردوغان- أن يتلافى هذا التراجع، ومعرفة أسباب خسارة الأصوات والمحاسبة وفق ذلك.
كما طلب أردوغان بوضع كبرى المدن التي تسيطر عليها المعارضة، وهي 11 مدينة، تشمل إسطنبول وأنقرة وإزمير وأنطاليا وأضنة ومرسين وهاطاي وموغلا وتكيرداغ وإسكي شهير وآيدين، تحت المجهر لمعرفة إنجازات حزب الشعب الجمهوري فيها، والوعود التي طرحت من المعارضة ولم تنفذ، من أجل بناء الدعاية وفق ذلك، ونقلها للمواطنين.
ويسعى الرئيس أردوغان للفوز بالانتخابات المحلية المقبلة، حيث ستشهد البلاد بعدها استقراراً يمتد 4 سنوات دون انتخابات، ما لم تحصل انتخابات مبكرة، ولهذا فإن الأجندة السياسية التركية الحالية، وفي الأشهر المقبلة ستركز على مسألة البلديات والفوز بها.
وستسعى المعارضة للحفاظ على البلديات بعد خيبة كبيرة تلقتها بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية السابقة، في مسعى لاستعادة معنويات أنصارها ومؤيديها.
المصدر: العربي